حلقات و مقالات من برنامج القاهره اليوم
مصر فى الطابور ...بقلم خيرى رمضان
لماذا يبقي الرئيس حسني مبارك علي حكومة نظيف، علي الرغم من أنها حكومة
الأزمات: «الخبز، الغاز والسولار، الطوابير، الضرائب، الغرقي،
والإضرابات»، وفي الوقت نفسه هي حكومة وزراء الأناقة والشركات الخاصة
والطائرات الخاصة والخصخصة لحساب الأثرياء فقط؟!
من يشاهد طوابير الخبز وصراع البشر علي رغيف العيش، ويقرأ ويسمع عن جرائم
القتل من أجل هذا الرغيف «الحاف»، ثم يتابع وزراء ومحافظين يتحدثون عن عدد
الأرغفة لكل مواطن، لابد أن تعز عليه نفسه، وتصعب علينا مصر، ولا نصدق أن
الرئيس مبارك رئيس مصر، تدخل بنفسه وعقد اجتماعات من أجل حل الأزمة،
الرئيس يحمل الوزراء والمحافظين مسؤولية حل الأزمة، الرئيس يطالب
بالاستعانة بجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسحلة ومخابز وزارة الداخلية
لإطعام المصريين، المشكلة في الإدارة والرقابة والمحاسبة، المشكلة
الأساسية في الحكومة،
حكومة الجباية تنفق الملايين علي الإعلانات لتجمع ملايين الملايين من
الفقراء، حتي مشروعات الفقراء، تبيعها للأثرياء باسم الخصخصة، فلا يجد
الفقراء متنفسا، حكومة عينها علي ارتفاع الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي،
دون الالتفات إلي عدم استثمار هذه الأموال، بل تركت الشعب للنصابين
والمحتالين يستولون منهم علي المليارات بزعم استثمارها.
الناس فقدت الثقة في الحكومة، فلم تجد إلا الحيتان واللصوص.
الرئيس يعرف أين الأزمة، ولم يرضه أن يري الشعب المصري «جوعان» و«مبتهدل»
في الطوابير، مرة من أجل الرغيف، وأخري من أجل السولار، وثالثة بسبب
الرواتب، فماذا ينتظر حتي يغير تلك الحكومة؟
هل لأنها حكومة الحزب الوطني؟ والحزب تحكمه قوي غير خاضعة للسيطرة، علي
الرغم من أنها قوي أثبتت فشلها، ولجوءها إلي العنف والتزوير حتي تستولي
علي المحليات، كما استولت علي مجلسي الشعب والشوري، قوي، علي الرغم من صغر
سنها وثرائها، فإنها لا تؤمن بالديمقراطية، ولا تفكر إلا في حرق الأرض
تمهيدا للاستيلاء عليها؟!
الرئيس يعرف جيدا، من المسؤول عن هذه الانقسامات في المجتمع، المسؤول عن
المظاهرات والإضرابات، المسؤول عن الإساءة لسمعة مصر في الداخل والخارج،
عن خروج الأطباء والمهندسين وخريجي الجامعات إلي الشوارع للسرقة بالإكراه
وسرقة السيارات، فماذا ينتظر الرئيس؟ لن تكون إقالة الحكومة فقط هي الحل،
ففي الحزب من يدعم أعضاء الحكومة، وإذا ذهب عضو سيأتون بمثله، الحل في
إعادة قراءة تركيبة القوي في الحزب نفسه، الحزب الحاكم، الحاكم بالعصا
والإذلال، الأمل ليس في تغيير محدود، فالخطر في الطابور، الطابور الذي
يطول ويتسع، ولا يعرف أحد إلي أين سيقف، فهل يسارع الرئيس باتخاذ القرار
الأصعب والأمثل لإنقاذ هذا الشعب، وإنقاذ حكمه، وما تبقي من محبة الناس له؟
مصر فى الطابور ...بقلم خيرى رمضان
لماذا يبقي الرئيس حسني مبارك علي حكومة نظيف، علي الرغم من أنها حكومة
الأزمات: «الخبز، الغاز والسولار، الطوابير، الضرائب، الغرقي،
والإضرابات»، وفي الوقت نفسه هي حكومة وزراء الأناقة والشركات الخاصة
والطائرات الخاصة والخصخصة لحساب الأثرياء فقط؟!
من يشاهد طوابير الخبز وصراع البشر علي رغيف العيش، ويقرأ ويسمع عن جرائم
القتل من أجل هذا الرغيف «الحاف»، ثم يتابع وزراء ومحافظين يتحدثون عن عدد
الأرغفة لكل مواطن، لابد أن تعز عليه نفسه، وتصعب علينا مصر، ولا نصدق أن
الرئيس مبارك رئيس مصر، تدخل بنفسه وعقد اجتماعات من أجل حل الأزمة،
الرئيس يحمل الوزراء والمحافظين مسؤولية حل الأزمة، الرئيس يطالب
بالاستعانة بجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسحلة ومخابز وزارة الداخلية
لإطعام المصريين، المشكلة في الإدارة والرقابة والمحاسبة، المشكلة
الأساسية في الحكومة،
حكومة الجباية تنفق الملايين علي الإعلانات لتجمع ملايين الملايين من
الفقراء، حتي مشروعات الفقراء، تبيعها للأثرياء باسم الخصخصة، فلا يجد
الفقراء متنفسا، حكومة عينها علي ارتفاع الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي،
دون الالتفات إلي عدم استثمار هذه الأموال، بل تركت الشعب للنصابين
والمحتالين يستولون منهم علي المليارات بزعم استثمارها.
الناس فقدت الثقة في الحكومة، فلم تجد إلا الحيتان واللصوص.
الرئيس يعرف أين الأزمة، ولم يرضه أن يري الشعب المصري «جوعان» و«مبتهدل»
في الطوابير، مرة من أجل الرغيف، وأخري من أجل السولار، وثالثة بسبب
الرواتب، فماذا ينتظر حتي يغير تلك الحكومة؟
هل لأنها حكومة الحزب الوطني؟ والحزب تحكمه قوي غير خاضعة للسيطرة، علي
الرغم من أنها قوي أثبتت فشلها، ولجوءها إلي العنف والتزوير حتي تستولي
علي المحليات، كما استولت علي مجلسي الشعب والشوري، قوي، علي الرغم من صغر
سنها وثرائها، فإنها لا تؤمن بالديمقراطية، ولا تفكر إلا في حرق الأرض
تمهيدا للاستيلاء عليها؟!
الرئيس يعرف جيدا، من المسؤول عن هذه الانقسامات في المجتمع، المسؤول عن
المظاهرات والإضرابات، المسؤول عن الإساءة لسمعة مصر في الداخل والخارج،
عن خروج الأطباء والمهندسين وخريجي الجامعات إلي الشوارع للسرقة بالإكراه
وسرقة السيارات، فماذا ينتظر الرئيس؟ لن تكون إقالة الحكومة فقط هي الحل،
ففي الحزب من يدعم أعضاء الحكومة، وإذا ذهب عضو سيأتون بمثله، الحل في
إعادة قراءة تركيبة القوي في الحزب نفسه، الحزب الحاكم، الحاكم بالعصا
والإذلال، الأمل ليس في تغيير محدود، فالخطر في الطابور، الطابور الذي
يطول ويتسع، ولا يعرف أحد إلي أين سيقف، فهل يسارع الرئيس باتخاذ القرار
الأصعب والأمثل لإنقاذ هذا الشعب، وإنقاذ حكمه، وما تبقي من محبة الناس له؟
=========================================================