أظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو الأمريكي للأبحاث أن المصريين يتصدرون قائمة الشعوب غير الراضية عن أوضاعها، فقد توقع 79% مستقبلا سيئا لأبنائهم، مما يعني انخفاض نسبة الراضين عن أوضاعهم عن العام الماضي..
وكشف استطلاع آخر عن ارتفاع نسبة المتفائلين بمستقبل مصر عن العام الماضي وتزايد الثقة في الحكومة بشكل عام خلال العام الجاري عن عام 2008.
طبعا أنت مندهش من التناقض بين الاستطلاعين.. مفيش تناقض ولا حاجة.. الحكاية كلها إن الاستطلاع التاني أجراه الحزب الوطني!
الاستطلاعان صدرا الأسبوع الماضي ويصعب بشكل علمي تحديد أيهما الأكثر مصداقية في ظل غياب حرية تداول المعلومات في مصر..
الاستطلاع الذي أجراه المركز الأمريكي أفاد بأن 60% من المصريين غير راضين عن حياتهم بشكل عام، ليأتي الشعب المصري على قمة الشعوب غير الراضية في العالم.
واستطلاع حزب الحكومة أفاد بأن 64% من العينة ترى أن مستقبل البلد أكثر تفاؤلاً و71% يثقون في الحكومة بنسب متفاوتة مقابل 21% لا يثقون بها والبقية لم تحدد قرارها بعد.
لكن كل ده مش مهم..
المهم أن استطلاع الحزب الوطني كشف أن هناك شعورا عاما بتحسن نسبي في مستوى معيشة المواطنين ودخلهم مقارنة بالعام الماضي..
جميل الكلام ده.. اللي مش جميل إن الكلام ده أذيع في نشرة تسعة بالتليفزيون المصري مش في موجة كوميدي.
لكن إزاي نعرف مين الأصح بين الاستطلاعين؟
فيه أكثر من وسيلة.. أولها إنك تقرأ تعليقات قراء المصري اليوم واليوم السابع و"بص وطل" على الخبرين.. والتي ستكتشف معها أن كل التعليقات على خبر الاستطلاع الأمريكاني بتلعن حظنا الهباب وأيام العذاب، أما تعليقات القراء -اللي المفروض إنهم مخلوقات بشرية زي المخلوقات اللي استطلعها الوطني- على خبر استطلاع الحزب فقد جاءت حادة وساخرة بينما اكتفى قارئ بليغ بأن كتب "هههههه"..
وبغض النظر عن تعليقات القراء فأنا عندي وسيلة لطيفة لاكتشاف مدى مصداقية الاستطلاعين..
الاستطلاع الرسمي الذي أصدره الحزب بيقول إن نسبة 71% تثق بالحكومة مقابل 21% لا تثق بها، بمعنى أنك لو جلست مع أربعة أصحابك فثلاثة منكم يثقون بالحكومة وواحد فقط لا يثق بها..
حاول أن تجرب اللعبة دي مع أربعة أصحابك.. وأربعة غيرهم وغيرهم.. ولو توصلت إلى أن هذه النسبة صحيحة فاشكر الحزب على جهوده في تنوير الناس وقياس توجهات الرأي العام لصياغة السياسات المستقبلية للوطن.
أما لو توصلت إلى أن هناك مبالغة -ده باختيار أشد الألفاظ تهذيبا- فاسأل نفسك: لمصلحة من تجرى استطلاعات رسمية تدلّس على صاحب القرار وتدفع الناس لغيبوبة وردية لا علاقة لها بواقعنا؟
أما الاستطلاع الأمريكاني فبيقول إن أربعة من كل خمسة مصريين يتوقعون مستقبلا سيئا لأولادهم..
حاول برضه تجرب الكلام ده.. اسأل خمسة من أهالي أصدقائك علن مدى اطمئنانهم على مستقبل أولادهم..
إذا أخبروك بأنهم مطمئنون، إذن فالأمريكان يريدون إشاعة البؤس في بلادنا..
أما إذا سمعت كلاما عن تخوفات مفزعة حول كيف سيشتري ابنه شقة ولو اشتراها هيشطبها منين ويا ترى هيعرف يجيب الشبكة إزاي ويعمل إيه وهو شغال بمؤسسة خاصة لا تتوافر فيها أدنى درجات الأمان الوظيفي..
إذا سمعت كلاما من هذا القبيل بنسبة أربعة إلى خمسة فربما يكون استطلاع الأخ بيو الأمريكاني اقترب من الحقيقة..
عموما.. استطلاع مركز بيو مش مهم.. مش مهم بيقولوا عننا إيه ومش مهم كلامهم صح ولا غلط.. المهم إننا نقول الحقيقة.. لنثق في نفسنا عن نفسنا؛ كي لا يتكرر مشهد حكته لي والدتي عندما أخبرها جدّي بسعادة أننا عبرنا القناة وانتصرنا، فقالت له بحذر: "قالوا الكلام ده قبل كده"، فأخبرها أنه سمعها في البي بي سي..
ساعتها فقط فرحت والدتي..
الكلام ده من 36 سنة عدت.. ياريت ما يفضلش موجود بعد 36 سنة كمان..
وكشف استطلاع آخر عن ارتفاع نسبة المتفائلين بمستقبل مصر عن العام الماضي وتزايد الثقة في الحكومة بشكل عام خلال العام الجاري عن عام 2008.
طبعا أنت مندهش من التناقض بين الاستطلاعين.. مفيش تناقض ولا حاجة.. الحكاية كلها إن الاستطلاع التاني أجراه الحزب الوطني!
الاستطلاعان صدرا الأسبوع الماضي ويصعب بشكل علمي تحديد أيهما الأكثر مصداقية في ظل غياب حرية تداول المعلومات في مصر..
الاستطلاع الذي أجراه المركز الأمريكي أفاد بأن 60% من المصريين غير راضين عن حياتهم بشكل عام، ليأتي الشعب المصري على قمة الشعوب غير الراضية في العالم.
واستطلاع حزب الحكومة أفاد بأن 64% من العينة ترى أن مستقبل البلد أكثر تفاؤلاً و71% يثقون في الحكومة بنسب متفاوتة مقابل 21% لا يثقون بها والبقية لم تحدد قرارها بعد.
لكن كل ده مش مهم..
المهم أن استطلاع الحزب الوطني كشف أن هناك شعورا عاما بتحسن نسبي في مستوى معيشة المواطنين ودخلهم مقارنة بالعام الماضي..
جميل الكلام ده.. اللي مش جميل إن الكلام ده أذيع في نشرة تسعة بالتليفزيون المصري مش في موجة كوميدي.
لكن إزاي نعرف مين الأصح بين الاستطلاعين؟
فيه أكثر من وسيلة.. أولها إنك تقرأ تعليقات قراء المصري اليوم واليوم السابع و"بص وطل" على الخبرين.. والتي ستكتشف معها أن كل التعليقات على خبر الاستطلاع الأمريكاني بتلعن حظنا الهباب وأيام العذاب، أما تعليقات القراء -اللي المفروض إنهم مخلوقات بشرية زي المخلوقات اللي استطلعها الوطني- على خبر استطلاع الحزب فقد جاءت حادة وساخرة بينما اكتفى قارئ بليغ بأن كتب "هههههه"..
وبغض النظر عن تعليقات القراء فأنا عندي وسيلة لطيفة لاكتشاف مدى مصداقية الاستطلاعين..
الاستطلاع الرسمي الذي أصدره الحزب بيقول إن نسبة 71% تثق بالحكومة مقابل 21% لا تثق بها، بمعنى أنك لو جلست مع أربعة أصحابك فثلاثة منكم يثقون بالحكومة وواحد فقط لا يثق بها..
حاول أن تجرب اللعبة دي مع أربعة أصحابك.. وأربعة غيرهم وغيرهم.. ولو توصلت إلى أن هذه النسبة صحيحة فاشكر الحزب على جهوده في تنوير الناس وقياس توجهات الرأي العام لصياغة السياسات المستقبلية للوطن.
أما لو توصلت إلى أن هناك مبالغة -ده باختيار أشد الألفاظ تهذيبا- فاسأل نفسك: لمصلحة من تجرى استطلاعات رسمية تدلّس على صاحب القرار وتدفع الناس لغيبوبة وردية لا علاقة لها بواقعنا؟
أما الاستطلاع الأمريكاني فبيقول إن أربعة من كل خمسة مصريين يتوقعون مستقبلا سيئا لأولادهم..
حاول برضه تجرب الكلام ده.. اسأل خمسة من أهالي أصدقائك علن مدى اطمئنانهم على مستقبل أولادهم..
إذا أخبروك بأنهم مطمئنون، إذن فالأمريكان يريدون إشاعة البؤس في بلادنا..
أما إذا سمعت كلاما عن تخوفات مفزعة حول كيف سيشتري ابنه شقة ولو اشتراها هيشطبها منين ويا ترى هيعرف يجيب الشبكة إزاي ويعمل إيه وهو شغال بمؤسسة خاصة لا تتوافر فيها أدنى درجات الأمان الوظيفي..
إذا سمعت كلاما من هذا القبيل بنسبة أربعة إلى خمسة فربما يكون استطلاع الأخ بيو الأمريكاني اقترب من الحقيقة..
عموما.. استطلاع مركز بيو مش مهم.. مش مهم بيقولوا عننا إيه ومش مهم كلامهم صح ولا غلط.. المهم إننا نقول الحقيقة.. لنثق في نفسنا عن نفسنا؛ كي لا يتكرر مشهد حكته لي والدتي عندما أخبرها جدّي بسعادة أننا عبرنا القناة وانتصرنا، فقالت له بحذر: "قالوا الكلام ده قبل كده"، فأخبرها أنه سمعها في البي بي سي..
ساعتها فقط فرحت والدتي..
الكلام ده من 36 سنة عدت.. ياريت ما يفضلش موجود بعد 36 سنة كمان..