نشرت بتاريخ - الخميس,18 يونيو , 2009 -10:34 01
واشنطن
(رويترز) - على غرار جميع الرؤساء يجد باراك اوباما من الصعب تنفيذ بعض
الوعود التي قطعها اثناء الحملة الانتخابية العام الماضي ليحبط في بعض
الحالات الكثير من أنصاره المتحمسين الذين لعبوا دورا حاسما في انتخابه.
وتحطمت
امال جماعات متنوعة في اجراء تغيير سريع من نشطاء حقوق المثليين الى
النشطاء في مجال حقوق الانسان الى دعاة الاصلاح الاقتصادي منذ تولى اوباما
الحكم في يناير كانون الثاني بعد فترة حكم الرئيس الجمهوري جورج بوش التي
دامت ثماني سنوات.
وأثارت
ادارة اوباما غضب جماعات الدفاع عن حقوق المثليين هذا الاسبوع لتقدمها
بمذكرة قانونية تجادل دفاعا عن (قانون الدفاع عن الزواج) الذي يحمي حق
الولايات في عدم الاعتراف بالزواج بين ابناء الجنس الواحد.
ودفعت
هذه الخطوة ديفيد ميكسنر الناشط البارز في مجال الدفاع عن حقوق المثليين
الى أن يعلن من خلال مدونته على شبكة الانترنت أنه لن يحضر حفلا لجمع
التبرعات يقيمه الحزب الديمقراطي في واشنطن الاسبوع القادم.
وكتب ميكسنر "كيف سيأخذوننا على محمل الجد اذا ظللنا ندفع المال بينما يلحقون بنا الاذى."
ويشعر
المثليون بالغضب بالفعل لان اوباما لم يف بوعد بالغاء سياسة "لا تسأل...
لا تقل" التي يطبقها الجيش الامريكي والتي تمنع الاشخاص الذين يصرحون
بأنهم مثليون من الخدمة في الجيش.
وفي
خطوة ينظر اليها على أنها محاولة لتهدئة مجتمع المثليين أعلن اوباما يوم
الاربعاء أن الحكومة ستمنح أسر المثليين المزايا الكاملة التي يتمتع بها
الموظفون الاتحاديون.
ويقول
خبراء سياسيون ان اوباما يواجه مشكلة واجهت رؤساء سابقين من قبل وهي أن
تنفيذ كل الوعود التي قطعت في الحملة الانتخابية مستحيل ويشكون أنها تنطوي
على مخاطر على المدى القصير.
وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا "ألخص الوضع كالتالي... مرحبا بك الى الحكم."
ويشك ساباتو في أن اوباما سيتضرر من اثارة غضب جماعات متنوعة من أنصار الحزب الديمقراطي.
ومضى يقول "لا أظن أن هذا سيسبب له مشاكل في الوقت الحالي خاصة اذا اوفى بوعده في موضوع كبير مثل الرعاية الصحية."
وفي
العموم ترجم نهج اوباما الى دعم واسع النطاق. ومنحه متوسط نتيجة استطلاع
للرأي أجراه موقع ريال كلير بوليتيكس دوت كوم realclearpolitics.com مؤخرا
نسبة تأييد بلغت 60 في المئة.
وفي
الاونة الاخيرة خيب اوباما امل البعض في اليسار لرفضه نشر صور يقال انها
ترصد الانتهاكات التي ارتكبها محققون امريكيون ضد مشتبه في صلاتهم
بالارهاب.
وكان
اوباما يستعد لنشرها لكنه تراجع بعد أن أقنعه قادة الجيش أن نشر هذه الصور
يمكن أن يؤدي الى رد فعل عنيف ضد الجنود الامريكيين في العراق وافغانستان.
وانزعج
المدافعون عن الحكومة المفتوحة من أن اوباما بعد أن وعد بانتهاج سياسة
الشفافية قرر مواصلة تطبيق سياسة اتبعت في عهد بوش وهي ابقاء سجل زوار
البيت الابيض سرا.
ووجد
اوباما يوم الأربعاء مجددا مدى صعوبة في ارضاء الجميع حيث أعلن مجموعة من
الاصلاحات التنظيمية كانت مرتقبة على نطاق واسع ولم تعجب الكثير من
المحللين بمجال الصناعة.
ولم
يكن قراره باضافة مسؤولية تقوية القواعد التنظيمية المالية لمسؤوليات مجلس
الاحتياطي الاتحادي انتهاكا لوعد قطعه اثناء الحملة الانتخابية لكنه خيب
أمل بعض المنتمين الى اليسار الذين كانوا يريدون اصلاحا كاملا للهيكل
التنظيمي.
وقال
اوباما يوم الأربعاء "هناك من سيقولون اننا لم نقم بما يكفي واننا كان
علينا الغاء النظام بالكامل والبدء من جديد... أعتقد أن هذا سيكون خطأ."
وعبر
بعض الليبراليين عن خيبة املهم في الرئيس مثل الفنان الكوميدي بيل ماهر
الذي قال لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية انه يود ان يرى اوباما "لا يعبأ
كثيرا ان كان يتمتع بشعبية ولا يعبأ كثيرا ان كان يزعج احدا ما ولا يعبأ
كثيرا ان كان يستهلك الكثير من رأس ماله السياسي."
وقال
"أود أن أراه يجازف ويقف ضد شركات الطاقة والصناعة المصرفية وصناعة
الرعاية الصحية وجميع الشركات التي يجب الوقوف في وجهها حقا."
ويقول
ستيفن هيس الباحث في شؤون الرئاسة والاستاذ بجامعة جورج واشنطن ان الوعود
تبدو مختلفة تماما حين ينظر اليها من المكتب البيضاوي مثل قراره عدم نشر
صور المعتقلين.
وأضاف "هناك بعض الوعود التي يتراجع عنها المرشح حين يصبح رئيسا لان الامور تبدو مختلفة. انه يعلم اشياء لم يكن يعلمها انذاك."
وتابع
ان هذا ايضا في اطار عملية من التسوية يواجهها جميع الرؤساء حين يحاولون
ابرام اتفاقات مع أعضاء الكونجرس الامريكي الذين لديهم أفكار خاصة بهم حول
كيفية التعامل مع مشكلة ما.
من ستيف هولاند