أوضاع النوم تدل على شخصية الفرد
أوضاع النوم.. اللغة الليلية للجسم إلى
عدة طرق للنوم يتخذها الفرد عند نومه، وعلى أساسها تتحدد شخصيت الإنسان.
فالطريقة الأولى تسمى "الوضع الجنيني" -أو الكروي- حيث تقترب الركبتان من
الرأس؛ فيكون الجسد منحنيا، والذراعان منثنيتان حول الوسادة أو البطن،
والرأس يكون اتجاهه لأسفل. وصاحب هذه الطريقة انطوائي يخاف من المجتمع،
متمسك بعلاقاته الأسرية، متقلب، اتكالي يحتاج للحماية.
والطريقة الثانية تسمى "الوضع الانبطاحي" -أو النوم على البطن-، ويكون
الظهر لأعلى. وصاحب هذه الطريقة محب للسيطرة، ذو علاقة بالآخرين، يكره
المفاجآت والأشياء غير المتوقعة، يهتم بالتفاصيل، مرتب ودقيق، وهذا الوضع
تفضله السيدات.
والطريقة الثالثة تسمى الوضع "نصف الجنيني"؛ حيث يكون النوم على أحد
الجانبين، ويكون الساقان متطابقتين واليدان كذلك. وصاحب هذا الوضع يحب
التوافق والمصالحة مع الحياة، متزن يشعر بالطمأنينة، سعيد، يستطيع التكيف
مع الظروف، يتصرف بشكل يرضي الآخرين.
أما الطريقة الرابعة فهي "وضع السباحة" حيث يستلقي الإنسان على ظهره،
ويداه تحت رأسه ويضع ساقًا على ساق. وصاحب هذه الطريقة شخصية مفكرة يلجأ
للعقل في تفسيره للحياة، وقد يدل على أن صاحبه مهموم.
ويعد"وضع أبو الهول" الطريقة الخامسة حيث يمتد فيها جسم الفرد، ووجهه
للأسفل، وركبتاه قريبتان من رأسه؛ فيكون الجسم كالقوس أو القنطرة. وهذا
الوضع معروف بين الأطفال وخاصة الذين يخافون النوم. أما أصحابه من الكبار
فهم يعانون من قلة النوم. ويعبر عن الرفض للاستسلام للنوم، ويعبر عن الحب
في العودة لليقظة.
أما الطريقة السادسة تسمى "الوضع الملكي" حيث يمتد الفرد على ظهره يمد
رجليه إلى أقصى مدى، وتكون يداه بجانبه ملاصقتين للجسم أو بعيدتين. وصاحب
هذا الوضع متعال نسبيا، يحب أن يعترف الآخرون بعظمته، يثق بنفسه، يشعر
بالأمان، ذو شخصية قوية، يرفض الاستسلام.
الطريقة السابعة تسمى "الوضع شبه الجنيني"؛ فيكون النوم جانبيا مع مد
إحدى الساقين السفلى أو العليا، وتكون الأخرى منثنية سواء السفلى أو
العليا والذراع تحت الرأس. صاحب هذا الوضع يتكيف مع متطلبات الحياة، يشعر
بالاطمئنان والرضا والقناعة، لا يخشى المجتمع والآخرين.
الطريقة الثامنة تسمى وضع "السندوتش"، حيث توضع إحدى الساقين فوق الأخرى
فتكونان في وضع الالتصاق واليدان حرتان أو على الأجناب، وصاحب هذا الوضع
يحب الامتثال والطاعة في حياته الشخصية، يسعى لإقامة علاقة متجانسة مع
العالم.
والطريقة التاسعة هي وضع "المومياء"، حيث يضع الشخص الأغطية فوق رأسه
مقيدًا نفسه بها، وهذا الشخص يكون منطويا على نفسه يختبئ من العالم، ومن
صفاته الجبن وعدم الشجاعة، ويخشى المواجهة مع الحياة.
من جهته، يقول اختصاصي الطب العام الدكتور غسان العلي "في ربيع العام
1953 حدد العالم النمساوي كلايتمان المراحل الفسيولوجية للنوم بعد تجارب
شتى بدأً من تشريح المخ وحتى التشريح الكهربائي للدماغ", حيث اكتشف
مرحلتين أساسيتين يمر بهما النائم هما المرحلة البطيئة والمرحلة المباغتة
ولا يقصد بهذا النوم السطحي (النعاس أو الغفوة) ولا النوم العميق
(السبات)، بل ما يطرأ على النشاط الدماغي من تغيرات في كل حالة من حالات
وجودنا الثلاث: الوعي التام، والنوم، والموت).
ويضيف العلي أننا عندما ننام يأخذ الدماغ وضعية(stand by) تاركاً المجال للأخلاط و الأنسجة أن تستعيد نشاطها وتتجدد.
كما سجل كلايتمان الذبذبات الكهربائية الدماغية أثناء النوم واستطاع أن
يربط بين حركة العين السريعة والبطيئة من دورات النوم والتي تصل إلى 80
دقيقة.
أما فيما يتعلق بالحلم كوظيفة من وظائف الدماغ فلم كالعين أو غيره أن يحدد
كيف ومتى تاركاً للفلسفة وعلم النفس الخوض في هذه الظاهرة إلاعتيادية
والمذهلة في نفس الوقت.
ويؤكد العلي أنه تقل حاجة الإنسان للنوم بحسب عمره. فالطفل الوليد
يحتاج من 13 إلى 15 ساعة بينما في الكهولة وحتى الشيخوخة قد يكتفي الإنسان
بخمس أو ست ساعات.
وهناك من ينام أقل من ذلك بكثير، إذ قيل أن نابليون بونابرت كان ينام نصف
ساعة في اليوم. ولكن الإنسان الطبيعي ينام بالمتوسط 7 ساعات متواصلة أثناء
الليل.
وعن القيلولة يقول العلي إنها عادة شعبية. فالإسبان ينامون ساعة بعد
الغداء، بينما ينام الإسبانيون من 7 إلى 10 دقائق. وثمة ما يعرف بالساعة
البيولوجية للإنسان وتعني إيقاع النوم والصحو الذي يفرض نفسه تلقائياً.
ولتنشيط هذه الساعة وصيانتها ينصح الأطباء بكسر روتين النوم والصحو كأن يسهر الإنسان أو ينام أكثر من المعتاد مرة واحدة كل 13 يوم.
أما إذا امتنع الإنسان عن النوم مجبراً أو طواعية فإنه يدخل في اليوم
الثالث فيما يسمى بفرط التنبيه الدماغي، تليه حالة من الهلوسة والخلط بين
الواقع والوهم، ثم يجن في اليوم السابع و يموت في اليوم الحادي عشر.
الصور المصغرة للصور المرفقة