ابوتريكة فى سطور
البطاقة الشخصية للنجم الأسطورة الأنسان محمد أبو تريكة:
الأسم بالكامل : محمد محمد محمد أبوتريكة .
تاريخ الميلاد: 7 نوفمبر 1978
السن : 30 عام
الطول: 183 سم
الوزن : 80 كليو جرام
مكان الولادة : قرية ناهية التابعة لمحافظة الجيزة .
المؤهل الدراسي : ليسانس أداب جامعة القاهرة " قسم فلسفة"
الحالة الأجتماعية : متزوج وله ثلاث أطفال" أحمد وسيف " و " رقية"
الوالد : محمد محمد أبو تريكة - موظف
الوالدة : الحاجة فاطمة - ربة بيت .
الأشقاء : حسين ونعمات وناهد ومحمود .
الرقم المفضل : 22
الأندية السابقة : الترسانة من سنة 1991 حتي 2003.
الألقاب : " الساحر" ، "أمير قلوب الشباب" ، "القديس"، "زيدان العرب"
*انجازات أبو تريكة.
الدوري المصري:أربع مرات.
كأس مصر:مرتين 2006و2007.
السوبر المصري :أربع مرات 2005و2006و2007و2008.
دوري أبطال أفريقيا:مرتين2005 و2006.
الميدالية البرونزية بكأس العالم للأندية:2006.
كاس السوبر الأفريقي :مرتين مواسم2006و2007.
المنتخب الأول الفوزكأس أمم أفريقيا: مرتين 2005 و2006.
*أبو تريكة وقيام الليل.
أتصلت أحدي السيدات ببرنامج (الكرة مع دريم)
تبارك للأهلي على الفوزوتذكر قصة انها كانت
هي و زوجها بالقرب من الفندق الذي يقيمبه
الفريق المصري في بطولة الأمم الافريقية 2006 و
اثناء سيرها هي و زوجها شاهدت ابو تريكةيخرج
مسرعا من الفندق الذي يقيم فيه منتخب مصر الأول,
وجدته مسرعا ملتهفا و يركض وكأنه لا يريد أن
يراه احد من نزلاء الفندق وقتها
و بإصرار شديد أتبعت مسار اللاعب لترى ماذا كان يريد
أن يفعل في هذا الوقت و لماذا تحديدا والكل نيام ..
بالطبع كان انطباعها سييءعن تصرف اللاعب
تابعته حتى خرج من الفندق ليسير بعيدا و فجأة لم أجد نفسي
إلا باكيةنادمة و أنا أرى محمد أبو تريكة في رحاب أحد المساجد مصليا
و كان ذلك قبل الفجربحوالي ساعة فقد ذهب ليصلي قيام الليل قبل
صلاة الفجر و ليدعو المولى عز و جل ليساعده هو و زملائه
للفوز بكأس افريقيا بين شعب مصر الكبير.
*مباراة ضد الفقر .
، في عام 2005 انضم أبو تريكه إلي اللاعب البرازيلي
رينالدو واللاعب الفرنسي (الجزائري الأصل) زين الدين
زيدان إضافة إلي 40 من نجوم الكرة العالمية في "مبارا
ةضد الفقر" من أجل جمع التبرعات والتوعية بمحاربة الفقر في شتي أنحاء العالم.
ومن المنتظر أن يتلقي أبو تريكة في غضون أسابيع دعوة
لمشاركته هذا العام أيضا في نفس المباراة (مباراة ضد الفقر)
التي سوف تنعقد في إحدى البلدان الأفريقية لمواجهة شبح الفقر وجمع التبرعات .
*يرفض حضور الحفل الراقص.
عندما دعاه المنظمون إلى حفل راقص في احد الأندية الليلية
في مدينةفرانكفورت بعد المباراة الخيرية يحضره كل الاعبين
الذين شاركوا فالمباراة اعتذر بأدب شديد و أدى صلاة
العشاء و نام حتى موعد مغادرته.
* شهادة حازم أمام.
قال حازم أمام نجم وكابتن الزمالك"ابو تريكة كان حريص على
اقامة شعائر دينه , و قد شاهدت ذلك بنفسي , خلال انضمامنا
للمنتخب الأول , و كيف كان يؤثر غيره على نفسه بإمامة
الصلاة , رغم انه من حافظي القرآن الكريم."
*تصوير اعلان أنساني.
تطوع أبو تريكة في مساعدة برنامج الأغذية العالمي للأمم
المتحدةفي تصوير إعلان إنساني تليفزيوني مدته ثلاثين
ثانية يركز على مأساة وفاة حوالي 25ألف شخص يوميا من الجوع.
*يغادر فبل الغناء والرقص
أقام المجلس القومي للرياضة احتفالية حصول مصرعلى
بطولة أفريقيا2008 ، وكانمن الحضور أبو تريكة ،
وبتواضعه شارك زملاءه فرحتهم وفي إطار الاحتفالية كان
" لنانسي عجرم " دورها فتقديم بعض أغانيها ،
ولا سيما ما تشارك به المصريين فرحتهم بالكأس
ولكن قبل صعود نانسي لتغني غادر" أبو تريكة " المكان ،
مكتفيا بما قضاه مع زملائه وأحبابه في مشاركتهم ابتهاجهم بالنصر الرياضي .
*أبو تريكة ومشجع الأهلي.
بعد أنتهاء التدريب لاحظ أبو تريكة وجود عم أحد مشجعي
الأهلي بالشرقية الرجل البسيط دائم التواجد بالنادي فناداه
وكان أبو تريكة يحمل حقيبة التدريب ففتحها وكان بها طاقم
تدريب كامل ومبلغا أخرجه أبو تريكة وعده ليجده 580 جنيه
فظن الرجل أن أبو تريكة سيعطيه ال80 جنيه ويأخذ ال500
لكنه فوجيءبأبو تريكة يضع ال80 جنيه فجيبه ويعطي المشجع
الحقيبة بكل محتوياتها وبال500 جنيه وينصرف في صمت.
*فعل مع عجز عنه السياسيون.
في الوقت الذي أنشغل فيه الجميع بمتابعة مباريات غانا 2008
غير مهتمين بحملة قتل عنيفة شنتها أسرائيل ضد سكان
غزة كان أبو تريكة متذكر ومشغول بمعاناة أهل غزة وبعد
احرازه هدفه الأول في مباراة السودان رفع فانلته ليكشف
عن العبارة الشهيرة "تعاطفا مع غزة" نال عليها الأنذار
من حكم المباراة البنيني.
تعرض أبو تريكة لأنتقادات من مصر أشرسها من قس
مصري ومن الكاتبة العلمانية أقبال بركة ومن ومن خارج
مصر من الصحف الأوربية والأسرائيلية خاصة لدرجة
أن احد الصحفيين الأسرائيلين كتب عنوان مقالة له" أتمني
المصريين يتغلبوا من زامبيا عشان أبو تريكة"
لكن دعاء أطفال غزة الصغارالضعاف له كان هو الأهم
وفازت مصر بالبطولة وأحرز أبو تريكة هدف الفوز
الأسطوري في مرمي الكاميرون وأعتبروا يأولي الأبصار.
محمد ابو تريكه هو اللاعب الذي أبهر أعظم نجوم أوروبا وأفريقيا بمهارته وأخلاقه.
ولا ننسي كلمة النجم الفرنسي" تيري هنري" في زيارته
لمصر حينما سؤل ماذا تعرف عن مصر فال بالحرف"أعرف أبو تريكة أنه ساحر"
محمـد أبو تريكة يتحـدث عن نفسه
طفولتي ومراهقتي كنت أعتقد أن بها الكثير من
الوقائع، لكنني بعد مراجعتي لما كتبته انكشف لي أن ما ذكرته قليل جداً وأن
هناك أشياء كثيرة من ذاكرتي.
لأنني لم أكن أخطط يوماً لتسجيل مذكراتي ونشرها، لم أكن أظن أن الله
سيرزقني شهرة تجعل من حياتي قصة يهتم الناس بقراءتها لذا أرجو من القراء
أن يعذروني إذا كنت سأقفز عبر الزمن قفزة واسعة لأختتم مذكراتي بهذه
الحلقة، وربما يعطيني الله العمر لأستكمل ما غاب عني.
الشطارة في المدرسة
منذ الصغر وأنا متفوق دراسياً بفضل الله سواء في المرحلة الابتدائية أو
الإعدادية ودائماً كنت من الأوائل والطلبة المتفوقين الذين يحصلون علي
شهادات الاستثمار كجوائز عن تفوقهم.
وأتذكر أنني كنت ضمن فريق المتفوقين الذي شارك في مسابقات المنطقة
التعليمية حتي دخلت مدرسة كرداسة الثانوية التي تبعد عن منزلي بحوالي كيلو
ونصف الكيلو.
وهو ما دفعني لركوب الدراجة كل يوم فيما عدا يوم الاثنين الذي يتصادف مع
موعد السوق، وبسبب الزحام الشديد كنت أضطر لعدم الذهاب للمدرسة وأحصل عليه
كإجازة أقضيها في المنزل للمذاكرة.
ورغم أنني كنت أحاول التوفيق بين الدراسة والكرة فإن مرحلة الثانوية شهدت
تغيبي عن المدرسة لفترات عديدة لارتباطي بمواعيد التدريبات والمباريات
والمعسكرات مع منتخب الشباب.
لكن الحقيقة أن وليد ابن عمي كان يساعدني ويسهل علي كثيراً في الدراسة فقد
كان يعطيني تلخيصات المناهج التي أعدها بنفسه كما كان يقوم بشرح بعض
الدروس لي حتي تمكنت بفضل الله من النجاح بمجموع 80 في المائة، وظهرت
نتيجة مكتب التنسيق بالتحاقي بكلية علوم الإسكندرية لكنني حولت أوراقي إلي
كلية الآداب قسم التاريخ.
وكان لي صديق أصبح طبيباً الآن هو الدكتور أشرف أحد زملائي الذين كانوا
ينافسونني في الدراسة، لدرجة أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب
دكتور أشرف وأعطوني لقب المهندس محمد قبل أن ندخل امتحانات الثانوية التي
كان يطبق فيها وقتها نظام التحسين والحقيقة أنه كان نظاماً جيداً لأن فرصة
التعويض كانت موجودة بشكل مستمر.
ورغم كل ما يقال عن الثانوية العامة، حول أنها بعبع كل بيت، فإنني تعاملت
معها مثلما تعاملت من قبل مع الدراسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية
واعتمادي كان علي المذاكرة في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات لكن صادفني
بعض الصعوبة لأنه كانت هناك مواد يصعب الإلمام بها قبل الامتحان.
كنت أعشق مادة الفيزياء وحصلت فيها علي مجموع كبير ورغم أنني لم أتمكن من
تحقيق حلم التحاقي بكلية الهندسة، فإنني بإذن الله سأشجع نجلي أحمد وسيف
علي التحاق أحدهما بها لكي يحققا لي الحلم الذي راودني لفترات طويلة
ومنذ صغري توجد بيني وبين الدروس الخصوصية عداوة، لا أعلم سببها، لكنني
كنت أشعر بأن بها جزءاً كبيراً من إهدار وقتي ولأنني من الأساس كان وقتي
ضيقاً للغاية بسبب ارتباطي بالتدريبات والمعسكرات والمباريات لذلك لم أحبذ
حصولي علي أي دروس خصوصية.
ولا أخفي سراً أن الظروف المادية للأسرة لم تسمح أيضاً بذلك لأن كل أشقائي
كانوا في مراحل تعليمية مختلفة وكان لابد أن يراعي الجميع الحالة
الاقتصادية للأسرة.
وأتذكر أنني كنت في أيام الثانوية العامة أركب الميكروباص للمدرسة أثناء
الذهاب ثم أعود من جديد لمنزل والدي للحصول علي ملابس التدريب ثم أتوجه من
بعدها للنادي حيث كنت أستقل ميكروباص لبولاق ومن هناك أستقل أتوبيس رقم
196 لأنه كان يمر من أمام النادي وتقريباً كان المواصلة الوحيدة المتاحة
أمامي وقتها.
ورغم أنني كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية إلا أنني انضممت لمعسكر
منتخب الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمريت لمدة شهر بعيداً عن المنزل
وفور عودتي كنت سأؤدي امتحاناً في مادة الإحصاء وطبعاً عشت مأزقاً حقيقياً
لأول مرة في حياتي لأنني لم أستعد أو أذاكر بشكل جيد حتي أدخل الامتحان.
لدرجة أنني فكرت في عدم حضوره من الأساس، لكن شقيقي أسامة الذي يعمل
مدرساً للرياضيات جلس معي وطلب مني الهدوء في محاولة منه لكي أستطيع أن
أذاكر وأدخل الامتحان وبالفعل جلس معي من الساعة التاسعة مساء حتي الساعة
الثانية صباحاً وخلال هذه الفترة ظل يشرح لي مسألة من كل فصل حتي تمكن من
لم المنهج بالكامل.
والحقيقة أنني لن أنسي هذا الامتحان، لأنني بفضل الله وبمساعدة شقيقي
تمكنت من الحل بشكل جيد جداً وحصلت علي 48 درجة من 50، وفور عودتي للمنزل
استفسر مني شقيقي عن الطريقة التي أجبت بها عن الأسئلة فبدأت أشرح له،
فقال لي إن شاء الله ربنا سيوفقك وتحصل علي درجة كبيرة والحمد لله ربنا
كلل جهده معي بالخير.
لا أعتبر نفسي كاتباً بالتأكيد، لذلك أرجو أن تعذروني إذا بدت الأحداث غير
مرتبة حسب تسلسل أحداثها، فكل ما أفعله أنني أسجل كل المشاهد التي يمكنني
تذكرها لذلك تجدونني أحياناً أعود للحديث في أمور كنت قد تحدثت فيها من
قبل.
وتسقط مني بعض التواريخ أحياناً أخري، لأنني لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي
اليوم الذي سأسجل فيه ذكرياتي، ولهذا السبب أفضل أن أسميها ذكريات وليس
مذكرات فما أكتبه هنا هو بعض المحطات المحفورة في ذاكرتي وليس كل ذكرياتي.
البيت
بيتنا لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من
طابقين ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي
ـ وأنا معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة.
لكن أهم شيء في بيت العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك،
وإنما ذلك السحر الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما
أدخله أشعر بالطمأنينة والأمان التام.
إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه
أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع
والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة
إلي أيام المناسبات والأعياد
والدي
والدي محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه
الصحة وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته
والدي لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من
عرقه ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة.
وبالرغم من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع
أبداً، ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه.
وقد حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه
سن المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد
يوم، ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد
الأثرياء السعوديين بالزمالك.
وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا
لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن مدير أعماله المسئول عن الفيللا
يعرفني جيداً.
وقد اعتدت علي عدم التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة
البطل الذي جاهد وكافح في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية،
ووصل بنا لمراحل تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي.
وهو يؤازرني بشدة ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد
مباراتنا أمام أنيمبا في نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص
التي أتيحت لي خلال المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة.
وقال لي إنني عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم
والمساحة المناسبة لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف
يومها لو لم نكن متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً
لم يكن ليرحمني علي هذه الفرصة الضائعة.
أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين
خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات
الحاصل علي بكالوريوس تجارة وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي
الأصغر محمود الذي حصل علي معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم
تاريخ.
والحقيقة أنني كنت الفتي المدلل لوالدي حتي أنجب شقيقي الأصغر محمود ولم
أبتعد عن منزلنا في ناهيا سوي بعد زواجي، حيث انتقلت بعدها للإقامة في
شقتي بشارع فيصل.
ورغم أن والدي خرج علي المعاش، إلا أنه مازال يصر علي العمل وكل أفراد
أسرتنا فخورة بروحه العالية وإصراره علي العمل لآخر لحظة طالما هو قادر
علي العطاء.
وأتذكر أن والدي اصطحبني في إحدي المرات معه لإحدي الحدائق التي كان يعمل
فيها وذهبنا يومها بالدراجة وشاهدت كل زملائه في العمل مع أبنائهم الذين
كانوا يحرصون علي اصطحابهم معهم في الأعياد وأي مناسبات لكن والدي لم
يصطحب أحداً من أشقائي والمرة الوحيدة التي حرص فيها علي اصطحاب أحد كانت
في المرة التي ذهبت فيها معه.
آخر زيارة لوالدي في عمله كانت قبل لقاء فيلا الأوغندي في دور الـ 32
لبطولة دوري الأبطال ويومها حكي لي عم شعيب زميله في العمل عن أولاده
الأهلاوية الذين يغيظونه بي لأنه زملكاوي وطلب مني يومها أن أخف شوية علي
الزمالك في مباريات القمة، ثم طلب مني تي شيرت يحمل توقيعي وعندما سألته
عن السبب علي اعتبار أنه زملكاوي متعصب أبلغني أنه سيهديه لأفضل أولاده
دراسياً
والدتي
مشواره
دأ أبو تريكة ممارسة كرة القدم في شوارع ناهيا وشارك في العديد من الدورات الرمضانية حيث بدأت موهبته تظهر جلية للعيان.
في سن 12 عام نصحه أحد أصدقائه المقربين بالتوجه لإختبارات نادي الترسانة
حيث نجح وإنضم للنادي الكائن في ميت عقبة لينتقل اللاعب إلى مرحلة أكثر
تنظيما وحرفية.
مهارات أبو تريكه في دوري الناشئين مع فريق الترسانة دفعت مسئولي الشواكيش
إلى تصعيده وهو لم يبلغ الـ 17 عام إلي الفريق الأول (الذي كان يلعب في
دوري الدرجة الأولي أنذاك)، حيث أمضى أبو تريكه ثلاث سنوات مع الفريق في
دوري المظاليم قبل أن يصعد بالفريق للدوري الممتاز بفضل اهدافه الحاسمة
التي بلغت 23 هدفا.
في موسم 2000/2001 أول مواسم أبو تريكة في الدوري الممتاز أحرز أبوتريكة 6
اهداف مع الترسانة وساهم مع زملاؤه في الفريق في إحتلال المركز الحادي عشر
ليبقى الترسانة في دوري الأضواء بفارق نقطتين عن (مزارع دينا)، وكان
للفريق مباراة لا تنسى في هذا الموسم تعادل فيها مع الإسماعيلي بكوكبه
نجومه في ذلك الوقت (بركات والشاطر والنحاس وأوتاكا) 3/3 في ملعب الترسانة
بميت عقبة.
في الموسم التالي 2001/2002 أستمر تألق أبو تريكة وأحرز سبعة أهداف وقاد الترسانة بنجاح للموسم الثاني للبقاء في الدوري الممتاز.
وبرغم تواجد أبو تريكه في أغلب المباريات في مركز لاعب الوسط إلا أن توهجه
أستمر في الموسم الثالث على التوالي للترسانة في دوري الأضواء موسم
2002/2003 وأحرز 11 هدفا، ساهمت بشكل كبير في أستمرار بقاء الشواكيش في
الدوري.
شهد موسم 2003/2004 أكبر تحول في تاريخ محمد أبو تريكة، حيث أنضم في
موسم الأنتقالات الشتوية (يناير 2004) إلى النادي الأهلي ليبدأ رحلة نجاح
منقطعة النظير مع الفريق.
بدا أبو تريكة مسيرته مع الأهلي في نصف الموسم المتبقي 2003/2004 حيث أحرز
14 هدف حل بها ثانيا بعد عبد الحليم علي (لاعب الزمالك) الذي أحرز 21 هدف
في ترتيب هدافي الدوري.
ساهم أبو تريكه في الثلاث سنوات الماضية ومنذ أنضمامه للأهلي في تحقيق
الفريق للعديد من الأنجازات والألقاب كان أبرزها فوز الفريق ببطولتين
متتاليتين للأندية الأفريقية أبطال الدوري موسم 2005و 2006، كما ساهم
بأهدافه في حصول الفريق على برونزية أندية العالم في اليابان 2006.
ولعل هدف أبو تريكه في مرمى الصفاقسي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا
2006 في تونس، هو الهدف الأغلى في مشوار اللاعب كونه حول أتجاه كأس
البطولة في آخر دقيقتين من سوسة إلى القاهرة.
على الصعيد الدولي أنضم أبو تريكة للمنتخب الأولمبي والمنتخب العسكري في
بداياته مع الكرة بنادي الترسانة لكن مشاركاته كانت قليلة نسبيا برغم
الإشادة الدائمة بمستواه الفني وأخلاقياته.
بعد أنتقاله للأهلي وتألقه اللافت كان من الطبيعي أن ينضم أبو تريكة للمنتخب الوطني الأول.
خاض أبو تريكه اول مبارياته بقميص المنتخب في 31 مارس 2004 في لقاء ودي
أمام ترينداد وتوباجو أقيم علي إستاد المقاولون العرب وفاز المنتخب 2/1.
تألق أبو تريكه في بطولتي كأس الأمم الأفريقية (2006) التي أستضافتها مصر،
و(2008) التي أقيمت في غانا، وساهم بشكل كبير جدا مع زملاؤه في حصول مصر
على البطولتين لتنفرد بالرقم القياسي في مرات الحصول على اللقب برصيد 6
مرات.
سجل أبو تريكه في بطولة (2006) ضربة الجزاء الحاسمة في ساحل العاج، ثم نجح أيضا في (2008) في تسجيل هدف الفوز على الكاميرون.
البطاقة الشخصية للنجم الأسطورة الأنسان محمد أبو تريكة:
الأسم بالكامل : محمد محمد محمد أبوتريكة .
تاريخ الميلاد: 7 نوفمبر 1978
السن : 30 عام
الطول: 183 سم
الوزن : 80 كليو جرام
مكان الولادة : قرية ناهية التابعة لمحافظة الجيزة .
المؤهل الدراسي : ليسانس أداب جامعة القاهرة " قسم فلسفة"
الحالة الأجتماعية : متزوج وله ثلاث أطفال" أحمد وسيف " و " رقية"
الوالد : محمد محمد أبو تريكة - موظف
الوالدة : الحاجة فاطمة - ربة بيت .
الأشقاء : حسين ونعمات وناهد ومحمود .
الرقم المفضل : 22
الأندية السابقة : الترسانة من سنة 1991 حتي 2003.
الألقاب : " الساحر" ، "أمير قلوب الشباب" ، "القديس"، "زيدان العرب"
*انجازات أبو تريكة.
الدوري المصري:أربع مرات.
كأس مصر:مرتين 2006و2007.
السوبر المصري :أربع مرات 2005و2006و2007و2008.
دوري أبطال أفريقيا:مرتين2005 و2006.
الميدالية البرونزية بكأس العالم للأندية:2006.
كاس السوبر الأفريقي :مرتين مواسم2006و2007.
المنتخب الأول الفوزكأس أمم أفريقيا: مرتين 2005 و2006.
*أبو تريكة وقيام الليل.
أتصلت أحدي السيدات ببرنامج (الكرة مع دريم)
تبارك للأهلي على الفوزوتذكر قصة انها كانت
هي و زوجها بالقرب من الفندق الذي يقيمبه
الفريق المصري في بطولة الأمم الافريقية 2006 و
اثناء سيرها هي و زوجها شاهدت ابو تريكةيخرج
مسرعا من الفندق الذي يقيم فيه منتخب مصر الأول,
وجدته مسرعا ملتهفا و يركض وكأنه لا يريد أن
يراه احد من نزلاء الفندق وقتها
و بإصرار شديد أتبعت مسار اللاعب لترى ماذا كان يريد
أن يفعل في هذا الوقت و لماذا تحديدا والكل نيام ..
بالطبع كان انطباعها سييءعن تصرف اللاعب
تابعته حتى خرج من الفندق ليسير بعيدا و فجأة لم أجد نفسي
إلا باكيةنادمة و أنا أرى محمد أبو تريكة في رحاب أحد المساجد مصليا
و كان ذلك قبل الفجربحوالي ساعة فقد ذهب ليصلي قيام الليل قبل
صلاة الفجر و ليدعو المولى عز و جل ليساعده هو و زملائه
للفوز بكأس افريقيا بين شعب مصر الكبير.
*مباراة ضد الفقر .
، في عام 2005 انضم أبو تريكه إلي اللاعب البرازيلي
رينالدو واللاعب الفرنسي (الجزائري الأصل) زين الدين
زيدان إضافة إلي 40 من نجوم الكرة العالمية في "مبارا
ةضد الفقر" من أجل جمع التبرعات والتوعية بمحاربة الفقر في شتي أنحاء العالم.
ومن المنتظر أن يتلقي أبو تريكة في غضون أسابيع دعوة
لمشاركته هذا العام أيضا في نفس المباراة (مباراة ضد الفقر)
التي سوف تنعقد في إحدى البلدان الأفريقية لمواجهة شبح الفقر وجمع التبرعات .
*يرفض حضور الحفل الراقص.
عندما دعاه المنظمون إلى حفل راقص في احد الأندية الليلية
في مدينةفرانكفورت بعد المباراة الخيرية يحضره كل الاعبين
الذين شاركوا فالمباراة اعتذر بأدب شديد و أدى صلاة
العشاء و نام حتى موعد مغادرته.
* شهادة حازم أمام.
قال حازم أمام نجم وكابتن الزمالك"ابو تريكة كان حريص على
اقامة شعائر دينه , و قد شاهدت ذلك بنفسي , خلال انضمامنا
للمنتخب الأول , و كيف كان يؤثر غيره على نفسه بإمامة
الصلاة , رغم انه من حافظي القرآن الكريم."
*تصوير اعلان أنساني.
تطوع أبو تريكة في مساعدة برنامج الأغذية العالمي للأمم
المتحدةفي تصوير إعلان إنساني تليفزيوني مدته ثلاثين
ثانية يركز على مأساة وفاة حوالي 25ألف شخص يوميا من الجوع.
*يغادر فبل الغناء والرقص
أقام المجلس القومي للرياضة احتفالية حصول مصرعلى
بطولة أفريقيا2008 ، وكانمن الحضور أبو تريكة ،
وبتواضعه شارك زملاءه فرحتهم وفي إطار الاحتفالية كان
" لنانسي عجرم " دورها فتقديم بعض أغانيها ،
ولا سيما ما تشارك به المصريين فرحتهم بالكأس
ولكن قبل صعود نانسي لتغني غادر" أبو تريكة " المكان ،
مكتفيا بما قضاه مع زملائه وأحبابه في مشاركتهم ابتهاجهم بالنصر الرياضي .
*أبو تريكة ومشجع الأهلي.
بعد أنتهاء التدريب لاحظ أبو تريكة وجود عم أحد مشجعي
الأهلي بالشرقية الرجل البسيط دائم التواجد بالنادي فناداه
وكان أبو تريكة يحمل حقيبة التدريب ففتحها وكان بها طاقم
تدريب كامل ومبلغا أخرجه أبو تريكة وعده ليجده 580 جنيه
فظن الرجل أن أبو تريكة سيعطيه ال80 جنيه ويأخذ ال500
لكنه فوجيءبأبو تريكة يضع ال80 جنيه فجيبه ويعطي المشجع
الحقيبة بكل محتوياتها وبال500 جنيه وينصرف في صمت.
*فعل مع عجز عنه السياسيون.
في الوقت الذي أنشغل فيه الجميع بمتابعة مباريات غانا 2008
غير مهتمين بحملة قتل عنيفة شنتها أسرائيل ضد سكان
غزة كان أبو تريكة متذكر ومشغول بمعاناة أهل غزة وبعد
احرازه هدفه الأول في مباراة السودان رفع فانلته ليكشف
عن العبارة الشهيرة "تعاطفا مع غزة" نال عليها الأنذار
من حكم المباراة البنيني.
تعرض أبو تريكة لأنتقادات من مصر أشرسها من قس
مصري ومن الكاتبة العلمانية أقبال بركة ومن ومن خارج
مصر من الصحف الأوربية والأسرائيلية خاصة لدرجة
أن احد الصحفيين الأسرائيلين كتب عنوان مقالة له" أتمني
المصريين يتغلبوا من زامبيا عشان أبو تريكة"
لكن دعاء أطفال غزة الصغارالضعاف له كان هو الأهم
وفازت مصر بالبطولة وأحرز أبو تريكة هدف الفوز
الأسطوري في مرمي الكاميرون وأعتبروا يأولي الأبصار.
محمد ابو تريكه هو اللاعب الذي أبهر أعظم نجوم أوروبا وأفريقيا بمهارته وأخلاقه.
ولا ننسي كلمة النجم الفرنسي" تيري هنري" في زيارته
لمصر حينما سؤل ماذا تعرف عن مصر فال بالحرف"أعرف أبو تريكة أنه ساحر"
محمـد أبو تريكة يتحـدث عن نفسه
طفولتي ومراهقتي كنت أعتقد أن بها الكثير من
الوقائع، لكنني بعد مراجعتي لما كتبته انكشف لي أن ما ذكرته قليل جداً وأن
هناك أشياء كثيرة من ذاكرتي.
لأنني لم أكن أخطط يوماً لتسجيل مذكراتي ونشرها، لم أكن أظن أن الله
سيرزقني شهرة تجعل من حياتي قصة يهتم الناس بقراءتها لذا أرجو من القراء
أن يعذروني إذا كنت سأقفز عبر الزمن قفزة واسعة لأختتم مذكراتي بهذه
الحلقة، وربما يعطيني الله العمر لأستكمل ما غاب عني.
الشطارة في المدرسة
منذ الصغر وأنا متفوق دراسياً بفضل الله سواء في المرحلة الابتدائية أو
الإعدادية ودائماً كنت من الأوائل والطلبة المتفوقين الذين يحصلون علي
شهادات الاستثمار كجوائز عن تفوقهم.
وأتذكر أنني كنت ضمن فريق المتفوقين الذي شارك في مسابقات المنطقة
التعليمية حتي دخلت مدرسة كرداسة الثانوية التي تبعد عن منزلي بحوالي كيلو
ونصف الكيلو.
وهو ما دفعني لركوب الدراجة كل يوم فيما عدا يوم الاثنين الذي يتصادف مع
موعد السوق، وبسبب الزحام الشديد كنت أضطر لعدم الذهاب للمدرسة وأحصل عليه
كإجازة أقضيها في المنزل للمذاكرة.
ورغم أنني كنت أحاول التوفيق بين الدراسة والكرة فإن مرحلة الثانوية شهدت
تغيبي عن المدرسة لفترات عديدة لارتباطي بمواعيد التدريبات والمباريات
والمعسكرات مع منتخب الشباب.
لكن الحقيقة أن وليد ابن عمي كان يساعدني ويسهل علي كثيراً في الدراسة فقد
كان يعطيني تلخيصات المناهج التي أعدها بنفسه كما كان يقوم بشرح بعض
الدروس لي حتي تمكنت بفضل الله من النجاح بمجموع 80 في المائة، وظهرت
نتيجة مكتب التنسيق بالتحاقي بكلية علوم الإسكندرية لكنني حولت أوراقي إلي
كلية الآداب قسم التاريخ.
وكان لي صديق أصبح طبيباً الآن هو الدكتور أشرف أحد زملائي الذين كانوا
ينافسونني في الدراسة، لدرجة أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب
دكتور أشرف وأعطوني لقب المهندس محمد قبل أن ندخل امتحانات الثانوية التي
كان يطبق فيها وقتها نظام التحسين والحقيقة أنه كان نظاماً جيداً لأن فرصة
التعويض كانت موجودة بشكل مستمر.
ورغم كل ما يقال عن الثانوية العامة، حول أنها بعبع كل بيت، فإنني تعاملت
معها مثلما تعاملت من قبل مع الدراسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية
واعتمادي كان علي المذاكرة في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات لكن صادفني
بعض الصعوبة لأنه كانت هناك مواد يصعب الإلمام بها قبل الامتحان.
كنت أعشق مادة الفيزياء وحصلت فيها علي مجموع كبير ورغم أنني لم أتمكن من
تحقيق حلم التحاقي بكلية الهندسة، فإنني بإذن الله سأشجع نجلي أحمد وسيف
علي التحاق أحدهما بها لكي يحققا لي الحلم الذي راودني لفترات طويلة
ومنذ صغري توجد بيني وبين الدروس الخصوصية عداوة، لا أعلم سببها، لكنني
كنت أشعر بأن بها جزءاً كبيراً من إهدار وقتي ولأنني من الأساس كان وقتي
ضيقاً للغاية بسبب ارتباطي بالتدريبات والمعسكرات والمباريات لذلك لم أحبذ
حصولي علي أي دروس خصوصية.
ولا أخفي سراً أن الظروف المادية للأسرة لم تسمح أيضاً بذلك لأن كل أشقائي
كانوا في مراحل تعليمية مختلفة وكان لابد أن يراعي الجميع الحالة
الاقتصادية للأسرة.
وأتذكر أنني كنت في أيام الثانوية العامة أركب الميكروباص للمدرسة أثناء
الذهاب ثم أعود من جديد لمنزل والدي للحصول علي ملابس التدريب ثم أتوجه من
بعدها للنادي حيث كنت أستقل ميكروباص لبولاق ومن هناك أستقل أتوبيس رقم
196 لأنه كان يمر من أمام النادي وتقريباً كان المواصلة الوحيدة المتاحة
أمامي وقتها.
ورغم أنني كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية إلا أنني انضممت لمعسكر
منتخب الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمريت لمدة شهر بعيداً عن المنزل
وفور عودتي كنت سأؤدي امتحاناً في مادة الإحصاء وطبعاً عشت مأزقاً حقيقياً
لأول مرة في حياتي لأنني لم أستعد أو أذاكر بشكل جيد حتي أدخل الامتحان.
لدرجة أنني فكرت في عدم حضوره من الأساس، لكن شقيقي أسامة الذي يعمل
مدرساً للرياضيات جلس معي وطلب مني الهدوء في محاولة منه لكي أستطيع أن
أذاكر وأدخل الامتحان وبالفعل جلس معي من الساعة التاسعة مساء حتي الساعة
الثانية صباحاً وخلال هذه الفترة ظل يشرح لي مسألة من كل فصل حتي تمكن من
لم المنهج بالكامل.
والحقيقة أنني لن أنسي هذا الامتحان، لأنني بفضل الله وبمساعدة شقيقي
تمكنت من الحل بشكل جيد جداً وحصلت علي 48 درجة من 50، وفور عودتي للمنزل
استفسر مني شقيقي عن الطريقة التي أجبت بها عن الأسئلة فبدأت أشرح له،
فقال لي إن شاء الله ربنا سيوفقك وتحصل علي درجة كبيرة والحمد لله ربنا
كلل جهده معي بالخير.
لا أعتبر نفسي كاتباً بالتأكيد، لذلك أرجو أن تعذروني إذا بدت الأحداث غير
مرتبة حسب تسلسل أحداثها، فكل ما أفعله أنني أسجل كل المشاهد التي يمكنني
تذكرها لذلك تجدونني أحياناً أعود للحديث في أمور كنت قد تحدثت فيها من
قبل.
وتسقط مني بعض التواريخ أحياناً أخري، لأنني لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي
اليوم الذي سأسجل فيه ذكرياتي، ولهذا السبب أفضل أن أسميها ذكريات وليس
مذكرات فما أكتبه هنا هو بعض المحطات المحفورة في ذاكرتي وليس كل ذكرياتي.
البيت
بيتنا لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من
طابقين ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي
ـ وأنا معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة.
لكن أهم شيء في بيت العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك،
وإنما ذلك السحر الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما
أدخله أشعر بالطمأنينة والأمان التام.
إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه
أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع
والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة
إلي أيام المناسبات والأعياد
والدي
والدي محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه
الصحة وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته
والدي لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من
عرقه ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة.
وبالرغم من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع
أبداً، ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه.
وقد حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه
سن المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد
يوم، ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد
الأثرياء السعوديين بالزمالك.
وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا
لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن مدير أعماله المسئول عن الفيللا
يعرفني جيداً.
وقد اعتدت علي عدم التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة
البطل الذي جاهد وكافح في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية،
ووصل بنا لمراحل تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي.
وهو يؤازرني بشدة ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد
مباراتنا أمام أنيمبا في نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص
التي أتيحت لي خلال المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة.
وقال لي إنني عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم
والمساحة المناسبة لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف
يومها لو لم نكن متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً
لم يكن ليرحمني علي هذه الفرصة الضائعة.
أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين
خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات
الحاصل علي بكالوريوس تجارة وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي
الأصغر محمود الذي حصل علي معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم
تاريخ.
والحقيقة أنني كنت الفتي المدلل لوالدي حتي أنجب شقيقي الأصغر محمود ولم
أبتعد عن منزلنا في ناهيا سوي بعد زواجي، حيث انتقلت بعدها للإقامة في
شقتي بشارع فيصل.
ورغم أن والدي خرج علي المعاش، إلا أنه مازال يصر علي العمل وكل أفراد
أسرتنا فخورة بروحه العالية وإصراره علي العمل لآخر لحظة طالما هو قادر
علي العطاء.
وأتذكر أن والدي اصطحبني في إحدي المرات معه لإحدي الحدائق التي كان يعمل
فيها وذهبنا يومها بالدراجة وشاهدت كل زملائه في العمل مع أبنائهم الذين
كانوا يحرصون علي اصطحابهم معهم في الأعياد وأي مناسبات لكن والدي لم
يصطحب أحداً من أشقائي والمرة الوحيدة التي حرص فيها علي اصطحاب أحد كانت
في المرة التي ذهبت فيها معه.
آخر زيارة لوالدي في عمله كانت قبل لقاء فيلا الأوغندي في دور الـ 32
لبطولة دوري الأبطال ويومها حكي لي عم شعيب زميله في العمل عن أولاده
الأهلاوية الذين يغيظونه بي لأنه زملكاوي وطلب مني يومها أن أخف شوية علي
الزمالك في مباريات القمة، ثم طلب مني تي شيرت يحمل توقيعي وعندما سألته
عن السبب علي اعتبار أنه زملكاوي متعصب أبلغني أنه سيهديه لأفضل أولاده
دراسياً
والدتي
مشواره
دأ أبو تريكة ممارسة كرة القدم في شوارع ناهيا وشارك في العديد من الدورات الرمضانية حيث بدأت موهبته تظهر جلية للعيان.
في سن 12 عام نصحه أحد أصدقائه المقربين بالتوجه لإختبارات نادي الترسانة
حيث نجح وإنضم للنادي الكائن في ميت عقبة لينتقل اللاعب إلى مرحلة أكثر
تنظيما وحرفية.
مهارات أبو تريكه في دوري الناشئين مع فريق الترسانة دفعت مسئولي الشواكيش
إلى تصعيده وهو لم يبلغ الـ 17 عام إلي الفريق الأول (الذي كان يلعب في
دوري الدرجة الأولي أنذاك)، حيث أمضى أبو تريكه ثلاث سنوات مع الفريق في
دوري المظاليم قبل أن يصعد بالفريق للدوري الممتاز بفضل اهدافه الحاسمة
التي بلغت 23 هدفا.
في موسم 2000/2001 أول مواسم أبو تريكة في الدوري الممتاز أحرز أبوتريكة 6
اهداف مع الترسانة وساهم مع زملاؤه في الفريق في إحتلال المركز الحادي عشر
ليبقى الترسانة في دوري الأضواء بفارق نقطتين عن (مزارع دينا)، وكان
للفريق مباراة لا تنسى في هذا الموسم تعادل فيها مع الإسماعيلي بكوكبه
نجومه في ذلك الوقت (بركات والشاطر والنحاس وأوتاكا) 3/3 في ملعب الترسانة
بميت عقبة.
في الموسم التالي 2001/2002 أستمر تألق أبو تريكة وأحرز سبعة أهداف وقاد الترسانة بنجاح للموسم الثاني للبقاء في الدوري الممتاز.
وبرغم تواجد أبو تريكه في أغلب المباريات في مركز لاعب الوسط إلا أن توهجه
أستمر في الموسم الثالث على التوالي للترسانة في دوري الأضواء موسم
2002/2003 وأحرز 11 هدفا، ساهمت بشكل كبير في أستمرار بقاء الشواكيش في
الدوري.
شهد موسم 2003/2004 أكبر تحول في تاريخ محمد أبو تريكة، حيث أنضم في
موسم الأنتقالات الشتوية (يناير 2004) إلى النادي الأهلي ليبدأ رحلة نجاح
منقطعة النظير مع الفريق.
بدا أبو تريكة مسيرته مع الأهلي في نصف الموسم المتبقي 2003/2004 حيث أحرز
14 هدف حل بها ثانيا بعد عبد الحليم علي (لاعب الزمالك) الذي أحرز 21 هدف
في ترتيب هدافي الدوري.
ساهم أبو تريكه في الثلاث سنوات الماضية ومنذ أنضمامه للأهلي في تحقيق
الفريق للعديد من الأنجازات والألقاب كان أبرزها فوز الفريق ببطولتين
متتاليتين للأندية الأفريقية أبطال الدوري موسم 2005و 2006، كما ساهم
بأهدافه في حصول الفريق على برونزية أندية العالم في اليابان 2006.
ولعل هدف أبو تريكه في مرمى الصفاقسي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا
2006 في تونس، هو الهدف الأغلى في مشوار اللاعب كونه حول أتجاه كأس
البطولة في آخر دقيقتين من سوسة إلى القاهرة.
على الصعيد الدولي أنضم أبو تريكة للمنتخب الأولمبي والمنتخب العسكري في
بداياته مع الكرة بنادي الترسانة لكن مشاركاته كانت قليلة نسبيا برغم
الإشادة الدائمة بمستواه الفني وأخلاقياته.
بعد أنتقاله للأهلي وتألقه اللافت كان من الطبيعي أن ينضم أبو تريكة للمنتخب الوطني الأول.
خاض أبو تريكه اول مبارياته بقميص المنتخب في 31 مارس 2004 في لقاء ودي
أمام ترينداد وتوباجو أقيم علي إستاد المقاولون العرب وفاز المنتخب 2/1.
تألق أبو تريكه في بطولتي كأس الأمم الأفريقية (2006) التي أستضافتها مصر،
و(2008) التي أقيمت في غانا، وساهم بشكل كبير جدا مع زملاؤه في حصول مصر
على البطولتين لتنفرد بالرقم القياسي في مرات الحصول على اللقب برصيد 6
مرات.
سجل أبو تريكه في بطولة (2006) ضربة الجزاء الحاسمة في ساحل العاج، ثم نجح أيضا في (2008) في تسجيل هدف الفوز على الكاميرون.
__________________