رغم أن موسم الصيف السينمائى
الماضي كان قصير جداً، بسبب دخول الامتحانات و شهر رمضان، إلا أنه شهد عرض
14 فيلماً تنوعت موضوعاتها بين الأكشن والرعب والرومانسى واللايت كوميدى
والواقعى.. وأثارت جدلاً كبيراً بين النقاد حول مستوى السينما المصرية،
وهل تزدهر ويتقدم مستواها أم ترجع إلى الخلف..
فى البداية تقول المؤلفة والناقدة ماجدة خير الله إن موسم الأفلام الحالى
كان متنوعاً شهد كل الأنماط من أفلام كوميدية وسياسية واجتماعية وأكشن كما
أن الأفلام الضخمة التكاليف لم تحقق الإيرادات ولم تعجب الناس لأن الأموال
وحدها لا تصنع سينما جيدة.. وترى ماجدة أن نسبة أفلام الكوميديا هذا العام
لم تكن قليلة إذا ما قيست بكم الأفلام حيث شهدت وجود حوالى أربعة أفلام هى
«عمر وسلمى» و«بوبوس» و «1000 مبروك» و «طير إنت» كانت نسبة النجاح
لفيلمين هما «1000 مبروك» و «طير إنت».
كما كانت هناك أفلام جيدة مثل «احكى
يا شهرزاد»، و«الفرح» و«دكان شحاتة» حققت مردودا إيجابيا على المستوى
النقدى والتجارى.. وإن كانت الإيرادات هذا الموسم قليلة بسبب الأزمة
العالمية أو أنفلونزا الخنازير.
أما الناقد السينمائى نادر عدلى فيتفق
مع رأى ماجدة خير الله فى أن الموسم الحالى شهد أكبر درجة من التنوع فى
طبيعة الأفلام وهو ما طالبنا به كثيرا ومن الإيجابيات أيضاً حدوث منافسة
ساخنة بين أفلام النجوم وأفلام نجوم الصف الثانى أو الوجوه الجديدة وأصبح
مستوى الفيلم هو الحلم وليس اسم النجم ومثال على ذلك فيلم «بوبوس»
لعادل إمام.. و«ابراهيم الأبيض» لأحمد السقا لم يحققا النجاح مقارنة مثلاً
بمجموعة فيلم «الفرح» و «السفاح». الإيجابية الثالثة عودة البطلة المرأة
بشكل حقيقى فى فيلم «احكى يا شهرزاد» لمنى زكى.
كما أن إيرادات الموسم لم تتأثر كما
يدعى المنتجون كل ما حدث أن بعض الأفلام لم تحقق المتوقع منها لأنها كانت
غير جيدة أو لم تستهو المشاهدين مثل عمر وسلمى مقارنة «بالفرح».
أما السلبيات ففرضتها الظروف.. حيث
جاء الموسم قصيراً أسبوعين عن المعتاد بسبب حلول شهر رمضان وليس لصناع
السينما يد فى ذلك وحاولوا التغلب على ذلك ببدء الموسم بدرى وربما لو عرضت
الأفلام فى شهر رمضان لحققت نجاحا تجاريا أكبر خصوصاً مع إجازات الطلبة
وهذا يتوقف على مستوى مسلسلات رمضان.
أما الناقد مصطفى درويش يرى ملاحظة فى الأفلام الكوميدية
ذات النهاية التراجيدية أو ما يسمى بالكوميديا السوداء ومثال ذلك «1000
مبروك» لكن بشكل عام الموسم كان مضروبا تجارياً من حيث الإيرادات بسبب
الأزمة المالية العالمية، ومضروبا من حيث مستوى الموضوعات التى قدمت ولم
يكن هناك ولو فيلم واحد يطرح قضية جادة وكأن صناع السينما «طلقوا»
القضايا.. وهو ما يعكس إفلاساً فى الفكر ومثال على ذلك «ابراهيم الأبيض»
و«السفاح» و«بوبوس» الذى اعتبره مصيبة كبيرة، و«احكى يا شهرزاد» حيث طرح
مشكلة المرأة بشكل سطحى.. لذلك لا يوجد تواجد دولى للسينما المصرية بسبب
السيناريوهات المعروضة عكس السينما الإيرانية مثلاً عندما تطرح قضية
المرأة تطرحها بشكل به عمق وصدق بل وتضحية.