محمد متولي الشعراوي | |
5 أبريل 1911 م | |
مصر (ميت غمر بمحافظة الدقهلية) | |
17 يونيو 1998 م | |
أهل السنة، أشعرية[1] | |
علم التفسير |
محمد متولي الشعراوي (5 ابريل 1911 - 17 يونيو 1998م) عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق.
يعد من أشهر موضحي معاني القرآن الكريم
في العصر الحديث وإمام هذا العصر؛ حيث كانت لديه القدرة على تفسير الكثير
من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة ويسر كما أن
له مجهودات كبيرة وعظيمة في مجال الدعوة الإسلامية. عرف بأسلوبه العذب
البسيط في تفسير القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله
يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات،
ويلقب بإمام الدعاةمولده وتعلمه
ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمربمحافظة الدقهلية، وهو من أسرة يمتد نسبها إلى الإمام علي زين العابدين بن الحسين[بحاجة لمصدر] وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. في عام 1916 م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية
سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة
خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء
بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون. كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة
خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء
بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون. كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب
في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع
من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية. لكن والده فطن إلى تلك
الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه
الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.[بحاجة لمصدر]
التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة[بحاجة لمصدر]، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م]
.التدرج الوظيفي
تخرج عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.
اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة
وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت
تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي
عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود. وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، [بحاجة لمصدر] وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريفحسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967،
وقد سجد الشعراوى شكراً لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر -و برر
ذلك "في حرف التاء" في برنامج من الألف إلى الياء بقوله "بأن مصر لم تنتصر
وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم" وحين عاد الشيخ
الشعراوي إلى القاهرة وعين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز. الشيخ
وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.
اعتبر أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
وفي سنة 1987م اختير عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين).أسرة الشعراوي
تزوج محمد متولي الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي
اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين،
الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى
أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين.
الجوائز التي حصل عليهااختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين،
الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى
أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين.
- منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه
سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر - منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة
- حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية
- اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة
النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في
مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر. - جعلته محافظة الدقهلية
شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها
البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن
حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محلياً، ودولياً، ورصدت لها
جوائز مالية ضخمة.
للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها
للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومن هذه
المؤلفات:
- الإسراء والمعراج
- أسرار بسم الله الرحمن الرحيم
- الإسلام والفكر المعاصر
- الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج
- الشورى والتشريع في الإسلام
- الصلاة وأركان الإسلام
- الطريق إلى الله
- الفتاوى
- لبيك اللهم لبيك
- 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي
- المرأة كما أرادها الله
- معجزة القرآن
- من فيض القرآن
- نظرات في القرآن
- على مائدة الفكر الإسلامي
- القضاء والقدر
- هذا هو الإسلام
- المنتخب في تفسير القرآن الكريم
في آحدث دراسة جامعية عنه منحت كلية الدراسات الإسلامية في جامعة
المقاصد اللبنانية الشيخ بهاء الدين سلام شهادة الماجستير في الدراسات
الإسلامية بدرجة جيد جداً عن رسالته المعنونة بتجديد الفكر الإسلامي في
خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي وذلك بإجماع لجنة المناقشة المؤلفة من
الدكتور هشام نشابة رئيساً والشيخ الدكتور يوسف المرعشلي مشرفاً والشيخ
الدكتور أحمد اللدن عضواً.تكونت الرسالة من ثلاثة فصول إضافة إلى المقدمة
والتمهيد وملحق الوثائق. الفصل الأول ناقش فيه سيرة الشيخ الشعراوي ودعوته
وظروف الدعوة الإسلامية في عصره متحدثاً عن الأحوال السياسية والاقتصادية
والفكرية والدينية وأثرها على نشأة الشيخ الشعراوي، كما كان عرض لأبرز
مميزات أسلوب الشيخ الشعراوي في دعوته.أما الفصل الثاني فضم مناقشة
تحليلية أبرزت مواطن التجديد في تفسير الشيخ الشعراوي من خلال عرض لآرائه
في بعض القضايا العقائدية والتشريعية والأخلاقية.أما الفصل الثالث فكان
عرضاً لآراء أبرز العلماء في الشيخ الشعراوي وكذلك لأبرز المآخذ التي تقال
عن الشيخ الشعراوي حيث فنّدها الباحث ورد عليها وناقشها. ثم كانت الخاتمة
وملحق الوثائق.
وتوجد رسالة دكتوراه مقدمة من الباحث عثمان عبد الرحيم إلى إحدى
الجامعات المغربية لقسم التفسير يتناول فيها الباحث أسلوبه المنهجي في
التفسير لسورتي البقرة وآل عمران.الشاعر
عشق الشيخ الشعراوي اللغة العربية،
وعرف ببلاغة كلماته مع بساطة في الأسلوب، وجمال في التعبير، ولقد كان
للشيخ باع طويل مع الشعر، فكان شاعرا يجيد التعبير بالشعر في المواقف
المختلفة، وخاصة في التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، عندما كان يشارك في
العمل الوطني بالكلمات القوية المعبرة، وكان الشيخ يستخدم الشعر أيضاً في
تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معاني الآيات، وعندما يتذكر الشيخ الشعر كان
يقول "عرفوني شاعراً"
يقول في قصيدة بعنوان "موكب النور":
أريحي السماح والإيثـار | لك إرث يا طيبة الأنوار | |
وجلال الجمال فيـك عريق | لا حرمنا ما فيه من أسـرار | |
تجتلي عندك البصائر معنى | فوق طوق العيون والأبصار |
ويتحدث الشيخ الشعراوي في مذكراته التي نشرتها صحيفة الأهرام
عن تسابق أعضاء جمعية الأدباء في تحويل معاني الآيات القرآنية إلى قصائد
شعر. كان من بينها ما أعجب بها رفقاء الشيخ الشعراوي أشد الإعجاب إلى حد
طبعها على نفقتهم وتوزيعها. يقول إمام الدعاة ومن أبيات الشعر التي اعتز
بها، ما قلته في تلك الآونة في معنى الرزق ورؤية الناس له. فقد قلت:
تحرى إلى الرزق أسبابه | ||
فإنـك تجـهل عنـوانه | ||
ورزقـك يعرف عنوانك |
وعندما سمع سيدنا الشيخ الذي كان يدرس لنا التفسير هذه الأبيات قال لي:
يا ولد هذه لها قصة عندنا في الأدب. فسألته: ما هي القصة: فقال: قصة شخص
اسمه عروة بن أذينة. وكان شاعراً بالمدينة وضاقت به الحال، فتذكر صداقته
مع هشام بن عبد الملك.
أيام أن كان أمير المدينة قبل أن يصبح الخليفة. فذهب إلى الشام ليعرض تأزم
حالته عليه لعله يجد فرجاً لكربه. ولما وصل إليه استأذن على هشام ودخل.
فسأله هشام كيف حالك يا عروة؟ فرد: والله إن الحال قد ضاقت بي. فقال لي
هشام: ألست أنت القائل:
لقد علمت وما الإشراق من خلقي | أن الذي هـو رزقي سوف يأتيني |
واستطرد هشام متسائلاً: فما الذي جعلك تأتي إلى الشام وتطلب مني. فأحرج
عروة الذي قال لهشام: جزاك الله عني خيراً يا أمير المؤمنين.. لقد ذكرت
مني ناسياً، ونبهت مني غافلاً. ثم خرج. وبعدها غضب هشام من نفسه لأنه رد
عروة مكسور الخاطر. وطلب القائم على خزائن بيت المال وأعد لعروة هدية
كبيرة وحملوها على الجمال. وقام بها حراس ليلحقوا بعروة في الطريق. وكلما
وصلوا إلى مرحلة يقال لهم: كان هنا ومضى. وتكرر ذلك مع كل المراحل إلى أن
وصل الحراس إلى المدينة. فطرق قائد الركب الباب وفتح له عروة. وقال له:
أنا رسول أمير المؤمنين هشام. فرد عروة: وماذا أفعل لرسول أمير المؤمنين
وقد ردني وفعل بي ما قد عرفتم ؟ فقال قائد الحراس: تمهل يا أخي. إن أمير المؤمنين
أراد أن يتحفك بهدايا ثمينة وخاف أن تخرج وحدك بها. فتطاردك اللصوص، فتركك
تعود إلى المدينة وأرسل إليك الهدايا معنا. ورد عروة: سوف أقبلها ولكن قل
لأمير المؤمنين لقد قلت بيتا ونسيت الآخر. فسأله قائد الحراس: ما هو ؟
فقال عروة:
أسعى له فيعييني تطلبه | ولو قعدت أتاني يعينني |
وهذا يدلك -فيما يضيفه إمام الدعاة- على حرص أساتذتنا على أن ينمو في كل إنسان موهبته، ويمدوه بوقود التفوق.